صوت الحق :أشاد أستاذ الشؤون الدولية في جامعة قطر محمد المختار الشنقيطي بالاستجابة الشعبية العربية لـ”فاجعة” الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير الجاري، ما خلَّف خسائر بشرية وأضرارا مادية كبيرة.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، أثنى المفكر الموريتاني محمد المختار الشنقيطي على الشعب التركي، مؤكدا أنه قدّم لبقية شعوب العالم “درسا بليغا في الأخوَّة والتراحم والتعاضد” عبر التطوع في أعمال الإغاثة ومحاولة إنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
وتحدث عن الزلزال بقوله: “تلقيتُ كما تلقَّى كثيرون غيري هذه الكارثة بألم وحزن عميق على الأرواح الغالية التي فقدناها في هذا الزلزال بكل من تركيا وسوريا، لكن لا نقول إلا ما يُرضي ربنا”.
** دعم جهود الإغاثة
وبالنسبة لجهوده في جمع التبرعات والدعم للمنكوبين عبر حملة “تركيا قلب واحد”، قال المفكر الموريتاني: “جهدي في هذا المضمار متواضع جدا”.
وتابع: “لكن أقل ما يُتوقع منا معشر الكتَّاب والإعلاميين في هذه الأيام هو الكلمة القوية الصادقة التي تسهم في تضميد الجراح، وتشحذ هِمم أهل الفضل والسَّعة للسعي في التخفيف من آثار هذه الكارثة”.
ومشيدا بجهود آخرين، أردف: “لاحظتُ أن الكثير من الإخوة والأخوات، من الإعلاميين والمثقفين الأتراك الذين يتحدثون اللغة العربية، ومن الإعلاميين والمثقفين العرب المقيمين في تركيا كانت لهم جهود مشكورة في وسائل الإعلام وعبر وسائط التواصل الاجتماعي في دعم جهود الإغاثة”.
** درس تركي
المفكر الشنقيطي تحدث أيضا عن مسألة التعاضد الشعبي في تركيا قائلا: “برهن الشعب التركي على معدنه الأصيل وكشَف عن حاسَّته الإسلامية والإنسانية المرهَفة خلال هذه الفاجعة الأليمة”.
وأضاف أن هذا البرهان كان “لا نظير له سواء من خلال عشرات الآلاف من عمال الإغاثة والمتطوعين، الذين واصلوا العمل الشاق ليلا ونهارا لإنقاذ أرواح العالقين تحت الأنقاض أو من عامة أبناء الشعب التركي الذين تبرعوا بالمال بسخاء”.
و”هذا درس بليغ في الأخوَّة والتراحم والتعاضد، يقدِّمه الشعب التركي اليوم لكل شعوب العالم”، بحسب الشنقيطي، حيث “تم جمع مليارات الدولارات في يوم واحد من تبرعاتهم لصالح المنكوبين”.
الاستجابة العربية ممتازة
وردا على سؤال عن الاستجابة العربية، أجاب الشنقيطي “جاءت الاستجابة العربية الشعبية مع هذه الفاجعة في تركيا وسوريا ممتازة، وهي تدل على الترابط العضوي بين الشعوب وقوة حاستها الإيمانية والإنسانية”.
وتابع: “أما الاستجابة الرسمية فتفاوتت من دولة لأخرى، فمن الحكومات العربية من قامت بواجب الأخوَّة تجاه الشعبين التركي والسوري، على تفاوت في مستوى الدعم، ومنها من قَصَّرت في الواجب تجاه هذين الشعبين الشقيقين”.
لكنه استدرك: “بشكل عام تعتبر الاستجابة العربية الشعبية والرسمية استجابة طيبة، باستثناء ما شابها من استغلال بعض الحكومات العربية لهذه الفاجعة لتطبيع العلاقات مع النظام السوري المنبوذ دوليا”.
** بخل المجتمع الدولي
أما فيما يتعلق بالاستجابة الدولية للكارثة والاتهامات بحدوث تقصير، فقال الشنقيطي: “أتفق تماما في أن المجتمع الدولي كان بخيلا جدا وبطيئا جدا في استجابته لهذه الفاجعة”.
وتابع حديثه عن “بخل” المجتمع الدولي بقوله: “خصوصا الدول الغربية التي يُفترض أنها حليفة لتركيا، والأمم المتحدة التي يُفترض أن تقدم عونا دائما للنازحين السوريين في شمال سوريا قبل الزلزال وبعده”.
وعن الدور القطري في الدعم والإغاثة، أكد أن “العلاقات بين تركيا وقطر متينة رصينة تقوم على المشاركة في الرؤية والمصالح الاستراتيجية، وعلى التقدير من الدولتين للوشائج الدينية والثقافية والإنسانية التي تربط بين العرب والأتراك”.
وأردف: “الصديق عند الضيق كما يقول المثل العربي، لذلك لا عجب أن يكون أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول قائد دولة يزور تركيا في هذا الظرف الأليم، للتعبير عن المواساة في هذا المصاب الجلل لأخيه الرئيس رجب طيب أردوغان، وتقديم الدعم القطري للمتضررين من الزلزال في تركيا وفي الشمال السوري، وهذا أمر يستحق التقدير حقا”.
وختم بالقول إن “الدعم القطري للمتضررين من الزلزال جاء متميزا كمًّا ونوعًا، كما أن التفاعل الرسمي والشعبي داخل قطر مع فاجعة الزلزال كان متميزا جدا”