محمد الشيخ / في حق طلابنا المعتصمين …

هل هؤلاء جنود هامان وفرعون، أم حماة الدين والشعب والوطن؟!
هل نحن بصدد النقلة من مسار التعليم، إلى مسار التجهيل؟!

ألا يعلم رئيس الجمهورية بأن الله ملكه أمر هذه الأرض وشعبها، وجعل بيده سلطتها، وسخر له الجنود والعتاد، ليحمي دينها وشعبها وطلابها وأرضها وأسواقها وكافة المظلمومين… وأن يشد على يد الظالم وينصر المظلوم، ردا للمظالم وإقرارا للحقوق ونصرة للحق وإعلاءً له؟
ألا يعلم أيضا بأن التعليم حق مصان للجميع على مر العصور والأزمان في كل الشرائع والأعراف والمجتمعات، وأن ليس في ذلك منُُ به على أحد؟
وهل يعلم رئيس الجمهورية بأن هذا البلد المسلم محسوب على أمة اقرأ، خير أمة أخرجت للناس، لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟
ألا يعلم بأن حرمان الطلاب من الولوج إلى التعليم، منكر وباطل أنى كانت مبرراته وأهدافه؟!
ألا يخجل رئيس الجمهورية، والعالَم يتفرج على جمهورية المنارة والرباط، بلاد الشناقطة، سادة العلم والعلماء، وسفراءه في جميع بقاع العالم، والتي تعتبر وجهة وقبلة لطلاب العلم، الذين من كل شبر في الأرض يقدِمون، وهي تحارب التعليم بالقمع، وتكرس بالطغيان والاستبداد والتعسف لقوانين التجهيل؟
السيد الرئيس، لقد اعتدنا أن نُضربَ من أجل التعلم، وعلى التقصير فيه كواجب ديني وأخلاقي وعرفي، ولا شك لدي بأنك تدرك ذلك، وأنه قد جرى عليك وأنت في سن التمدرس، وقد تناهى إلى مسمعي أنك خرجت ذات يوم من المحظرة وأنت طفل يافع احتجاجا على أن ضرب معلمك لك تعسف وجور في حقك. ولكننا لم نعتد يوما على أن يكون الضرب والتنكيل في حق من يريد ويطالب بأن يتعلم.
هذا ونحن نتلوا في كتابنا الحكيم ستة عشر آية في عتاب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، من ربه لأنه عبس وتولى أن جاءه الأعمى، الذي يريد ويحرص على أن يعرف ويتعلم المزيد عن ربه وعن دينه الإسلام.

السيد الرئيس، أنتم تشجعون الشعب على الثورة، وكأني بكم في خضم الاكتشافات الهائلة للثروات الطائلة مؤخرا من غاز وذهب…، تعملون على تأجيج الشارع، لتشريع احتلال البلد واستعماره بحجة التدخل الخارجي من أجل الإصلاح وفرض الأمن، تسهيلا لنهب تلك الثروات واستغلالها من الغير، وكأني بكم تفوح منكم رائحة العمالة للغرب، والعمل تحت وصايته وانتدابه.

السيد الرئيس، لقد طفح الكيل وبلغ السيل زباه، في مظاهر التعنت والتعسف للقرارات الحكومية الارتجالية الظالمة، في حق الشعب وأبنائه على كافة الأصعدة، وفي شتى المجالات، وأنتم ساكتون خارسون، لا تحركون ساكنا، ولا تأمرون أمرا، لإنهاء هذه الممارسات الجائرة في حق طلابنا وديننا وطننا وشعبنا، وأنتم تحتمون وراء أسوار قصركم، الذي لا يزال لا يعرف العدل والإنصاف بقدومكم إليه، إليه سبيلا، شأنكم في النهج شأن سلفكم، هذا إن لم تكونون منه أسوأ.
تحيا أمة اقرأ، ويحيا الطلبة المعتصمون، فالتعليم حق للجميع، من المهد إلى اللحد، ولتسقط العمالة، وحماة الظلم والجور.

محمد الشيخ

عن admin

شاهد أيضاً

السلطات البرازيلية تقيم مراسم خاصة لدفن مهاجرين قادمين من موريتانيا

صوت الحق :قامت السلطات البرازيلية أمس الخميس، بدفن جثامين تسعة مهاجرين عثر عليهم على متن …