#موريتانيا_________إدارة_التناوب:
————————————————-
تمر موريتانيا هذه الأشهر بمرحلة من أدق مراحلها المصيرية الحاسمة…إما انتقال ديمقراطي سلس و سليم و إما لا قدر الله ارتباك في المشهد و انقلاب الأمور رأسا على عقب؛ و عندها لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث! كل ذلك يتحدد تبعا لمستوى ما نسميها ب “مرحلة إدارة التناوب” فمن المسؤول عن إدارتها ؟ و كيف تكون إدارة التناوب السلمي للسلطة ؟ و ما هي استراتيجية العبور الآمن في الحالة الموريتانية ؟
إن رئيس الجمهورية الحالي هو المسؤول الأول و الأخير عن إدارة “عملية التناوب” فكل ما يصدر عنه من الآن فصاعدا إما يصب في مصلحة التناوب السلمي على السلطة و إما العكس؛ لماذا كل ذلك؟ هو ببساطة لأنه و نظرا لغياب الدور الحقيقي للمؤسسات الدستورية في البلاد؛ فإن كل مقاليد الأمور في يد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز و بالتالي هو من يقرر ما إذا كان يريد للبلاد أن تمضي قدما نحو التناوب و تطبيق جميع القوانين و النظم الديمقراطية التي يطمئن الجميع إليها باعتبارها مرجعية تضمن لكافة الفرقاء السياسيين حقوقهم؛ و لا شك أن آلية تطبيق تلك النظم و المرجعيات القانونية هي المؤسسات و عليه يعتبر تفعيلها و إعطاؤها صلاحياتها موفرة كاملة و بدون أي تأثير مادي أو معنوي؛يعتبر أمرا ضروريا و حتميا و على رئيس الجمهورية أن يفعل هذه المؤسسات مع إشعارها باستقلاليتها و دورها على أنها مؤسسات للدولة و مسؤولة عن مهامها في كل الظروف….
و إذا كانت مؤسسة الرئاسة مسؤولة بشكل مباشر عن إدارة مرحلة التناوب فإن مؤسسة المعارضة و كل الأحزاب و التيارات السياسية و المنظمات و الهيئات و اللجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات كلها تعتبر شريكا فاعلا في العملية و جزء لا يتجزأ من إدارة التناوب عن طريق الرقابة و التفاعل مع العملية بشكل إجابي؛فضلا عن رصدها و مراقبتها لسير تطبيق النظم و معايير المنافسة المتكافئة التي هي مربط الفرس!
و على المؤسسة العسكرية دورها الهام من حفظ للنظام و ضبط للأمن و حماية للحوزة الترابية و الأهم أن تكون على مسافة واحدة من جميع الفرقاء و ذلك بالإبتعاد عن متاهات السياسة و التفرغ لمهامها النبيلة في ساحات الشرف الحقيقية؛ حتى تكون جميع الأطراف السياسية في حالة ارتياح تام و تحتفظ للمؤسسة العسكرية بمكانتها و هيبتها التي تليق بها كمؤسسة سيادية للدولة و لعامة الشعب…كما أن على شركاء موريتانيا الأوروبيين و الدوليين بصورة عامة مواكبتها و دعمها لعبور هذه المرحلة الهامة الحاسمة من تاريخها المعاصر.
و بطبيعة الحال فإن إدارة تناوب السلطة من الأمور الخطيرة جدا و تحتاج لقدر كبير من اليقظة و الحزم و تضافر الجهود و الإحساس بأهمية المرحلة و مصيريتها؛ لأن جميع الأخطار و المخططات التي تفكك الدول تطفو على السطح بجميع أشكالها؛ الخارجية و الداخلية….
و لذى فإن ما يسمى باستراتجية العبور الآمن نحو ما بعد رئاسيات 2019 و نحو المرحلة “الغازية”؛ بات من الضروري بلورتها على أسس موريتانية خالصة و صلبة و متزنة!
سعد الدين مناني
الناطق الرسمي باسم تيار الأمة الواحدة المستقل