محمد ولد الشيخ / المستعد للشيئ تكفيه أضعف أسبابه

لا شك في أن دولتنا لديها من مقومات النهوض، ما إن تسلح أصحاب إدارة الشأن العام بالإرادة الصادقة متخذين منها أسبابا، ستوصل لا محالة البلد إلى مصاف البلدان المتقدمة في وقت وجيز.

إن ما نشاهده اليوم من واقع البلد المرير القابع تحت التخلف والفقر حد البؤس والشقاء، ما هو إلا تعبير دقيق على أن من حكمونا في الحقب السابقة من بداية السبعينات إلى اليوم، لم يأخذ أي منهم بأضعف أسباب الإستعداد لنهضة البلد وبنائه، فلو أنهم فعلوا ذلك لكنا على الأقل الآن نصنف في وسط الترتيبات العالمية للتصنيف لا في قيعانها.

نحن نشاهد بلدانا أصبحت حقيقة قائمة لا تقبل التفنيد، تصنف في أعلى درجات سلالم التصنيفات العالمية، رغم أنها فقيرة جدا من ناحية الموارد الطبيعية، بينما لا يزال بلدنا عاجزا يقبع في مسالك التيه الوعرة حد الضياع والشتات، رغم ما يحويه سطح وبطن وطنه من ثروات نفيسة جمة زاخرة حد الوفرة والمتاح.

إن على الوافد الجديد لشغل سدة الحكم أن يعي حقيقة أننا في وطن، عار عليه وجود فرد فقير أو عاطل عن العمل أو من لا يمتلك مقومات العلاج… لأننا ببساطة لا نحتاج لحسن الإدارة والتسيير للوصول بكافة المواطنين إلى أعلى مستويات الرفاه والرخاء، بقدر ما نحتاج إلى التوزيع العادل لثروات الريع التي نملك.

وإلى حين العمل لتحقيق ذلك! سيظل جميع من يحكمنا متهاونا حد العجز والتقصير، ولا يستحق فعله فينا شكرا ولا مدحا بقدر ما يستحق عليه الملامة والذم الشديد، لأن المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه لإنجازه.

عن admin

شاهد أيضاً

اختتام أول دورة تحكيم إقليمية في كرة القدم الشاطئية بنواكشوط

جمعة, 18/04/2025 صوت الحق : اختتمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أول دورة تحكيم لكرة القدم …