مناشدة عاجلة إلى فخامة الرئيس الجمهورية _رئيس المجلس الأعلى للقضاء

أزويرات بتاريخ: 17 مايو 2020.

مناشدة عاجلة إلى فخامة رئيس الجمهورية ـ رئيس المجلس الأعلى للقضاء
لوضع حد لتعطيل عمل المحاكم و تضييع حقوق المواطنين

فخامة الرئيس
بالإشارة إلى التعميم رقم : 002 بتاريخ : 16 مارس 2020 الصادر عن وزير العدل، فإننا نلفت انتباه فخامتكم إلى أنه طبقا للدستور و القانون لا يجوز لأي سلطة تعطيل عقد جلسات المحاكم حتى في الظروف الاستثنائية التي تجتازها البلاد بسبب وباء فيروس كوفيد19 (كورونا)، فالدولة تظل قائمة تبسط سيادتها على أراضيها و تلتزم بتوفر سبل الإنصاف الفعالة لمواطنيها و المقيمين على أراضيها في الحرب و السلم على حد سواء، و مظهر هذه السيادة و جوهرها هو قضاؤها الوطني.
إلا أن هذه السلطة معطلة فخامة الرئيس بفعل تصرف المؤتمنين على فعاليتها و ديمومتها مما ولد نوعا من انتهاك الحقوق في بعض الدوائر القضائية التي ابتليت من طرف مجلسكم بقضاة ضيعوا الأمانة و انهمكوا في ممارسة أمورهم الشخصية خارج دوائر عملهم، دون أن تقوم الجهات المسؤولة بمحاسبتهم وفق ما يقتضيه القانون و اللوائح التنظيمية رغم علمها بغيابهم و ما سببه هذا الغياب الغير مبرر من : مساس لهيبة القضاء، و ضررا للمتخاصمين، وإخلال بالمبادئ و الالتزامات الدولية المتعلقة بضمان الحصول على سبل الإنصاف الفعالة في الزمان و المكان.
و قد شكلت المذكرة المشار إليها سندا لبعض القضاة لتعطيل عمل المحاكم إضافة إلى تقصير الوزارة اتجاه غياب البعض عن مكان عملهم مما عطل حقوق بعض النزلاء و المتخاصمين في التقاضي بدرجاته، وقيد البت في بعض الملفات، إضافة إلى عرقلة تواصل المحامين مع موكليهم بحرية مما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص و الحق في الدفاع القاضي بمعاملة طرفي الدعوى الجنائية بنفس الطريقة.
وعليه فخامة الرئيس بوصفكم رئيس المجلس الأعلى للقضاء و الضامن لاستقلاله و فعاليته و ديمومته بمقتضى المادة (89) من الدستور، فإننا نناشدكم التدخل عاجلا لوضع حد لتسيب هذه السلطة، و مناصرة المواطنين و السهر على مصالحهم وفق ما ورد في يمين القسم الوارد في المادة (29) من الدستور، و الذي بموجبه مسؤولون أمام الله و أمام الشعب ـ وفق ما يقتضيه القانون ـ عن إفلات أي موظف أساء استخدام سلطته من العقاب لاسيما موظف سامي مؤتمن كقاضي ضيع أمانته من خلال تعطيل حقوق المواطنين و المقيمين جراء التغيب و مع ذلك يكابد من أجل الحصول على راتبه و علاواته دون أن يعير أي اهتمام لما يشكله ذلك من خرق للقانون. و في الأخير نطلب منكم إنصاف المتضررين من خلال تحمل الدولة مسؤولية التعويض جراء هذا الخطأ و التقصير وفق ما ينص عليه القانون.
سيدعثمان ولد الشيخ الطالب أخبار
عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان

عن admin

شاهد أيضاً

تحدي الإعداد والمنهجية .. في ثقافة الموسوعية والعفوية

خميس, 06/03/2025 بقلم الأستاذ/ محمدن يحظيه القاسم المُشترك بين المجددين والمبدعين هو التعلق حَدّ الهيام …